الخميس، 23 نوفمبر 2023

المقدمة لثبتي تسهيل طلابة المجير والمجاز والمستجيز بمروياتي وقارئ هذا الكتاب عاما للإستفادة

الحمد لله الذي يبارك على هذه الأمة ويفضّلها بسلسلة العلم والعلماء جيلا بعد جيلا امتيازا قيما وحفظا حصينا عن تحريف الغاوين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. اللهم صل وسلم وبارك على سيد الأنام وخير الكونين مولانا حبيبنا محمد الذي ينتهي به أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا وعلى آله المطهَّر تطهيرا كما صليت وباركت على خليلنا أبينا إبرهيم وعلى آله المصطفى. في العالمين إنك حميد مجيد.

أما بعد، فقد أجازني مشايخنا الكرم بأسانيدهم وبإجازاتهم التي تنتهي إلى الأثبات والكتب والروايات مسلسة كان أو غيرها. ولا أجد صعوبة في تحصيل الأسانيد والإجازات أجازوني بالخاصةِ لأنهما مما رووهما بسرد الأسانيد الكاملة لا سيما إذا ذكروهما أو أخبرهما غيرهم من حقوقهم أو كتبوا نصوصهما بأيديهم أو بأيدي غيرهم. والذي يصعب لي أن أحصل عليه هو ما أجازونا بالعامة لأنهم لم يسردوا الأسانيد الكاملة أو لأنهم يسردون إياها والإجازات في مختلف مواضعه إما أثباتهم وإما فهارسهم وإما غيرهما حتى يصعبني أن أحصل على مداراتها كَمَا في حقها.

وما أبذل جهدي في هذا الكتاب تَوْفِيَةٌ لِي في حصول على الأسانيد والإجازات وإيصالتهما التي لا تسردان كاملا وجمعهما بمدارها أو ببابه الخاص لتسهل المجيز مثلي كي أجيزهما سهولة وأسردهما كاملا مجموعا في موضع واحد وبخاصة إذا أردت أن أروي بعضها أو أحدها. للمجيز وللمستجيز بمروياتي يعلمان مصادر أسانيده ولا يواجهان صعوبة مثل ما واجهت. وللقارئ عامة وخصوصا له مرويات من طريق أخرى التي تتفق باتصال بعض الرواة في أسانيد مروياتي أنهم أيضا يستفيد مصادر ومراجع وطرق أخرى في هذا الكتاب، لا سيما من أصابته صعوبة مثلي. عسى الله أن يجعل هذا الكتاب نافعا ومباركا على من يطالعه ويراجعه.

من تأثيرات موجبة لتأليف مثل هذا هي ما فعله الشيخ ذياب بن سعد الغامدي آل حمدان في الوجازة في الأثبات والإجازة. فقد كرر ذكر أسانيده بدون ملل مرة بعد مرة في جميع أبواب مروياته ويسر نسخ أسانيده بموقع شبكته ولكن للأسف، فالموقع قد عطل كلما يُستخدم لأجل سيئ الإشراف عليه من مديريه. وأما أنا فجمعت في كتاب بصيغة PDF فيسرتُ كل من طلب مروياتي بأن بحثها فيه ولا تعسر في الحصول عليها بالرجوع إلى موضع آخر فهذا ما يقرق بين ما فعلت وما فعل الشيخ.

وقبل أن أشرع في سرد مروياتي، ينبغي لي أن أبيّن منهج تأليف هذا الكتاب لتسهيل الاستفادة منه. فالأول، أكرر سرد الأسانيد لتعدد الكتاب ولو مائة مرة. هذا ما يفرق بين كتابي وكتاب غيري وهم إذا رووا كتابا آخر أو مرة أخرى بنفس السند، لا يسردون كاملا وقالوا قد تقدم ذكر سنده أو علقوا سنده اختصارا ولا يُعْلِمُونَ أين موضع الذي قالوا قد تقدم حتى يصعب لنا البحث عنه وبخاصة إذا أردنا أن نروي تلك الرواية.

والثاني، هم أيضا إذا رووا كتابا آخر أو مرة أخرى بنفس السند، لا يسمى أسماء وافية أو واضحة كما تقدم اختصارا حتي نعلم من هم أو لأنهم قدروا أنا نعلم من هم. فأنا على هذه السبيل إذا كان من الرواة المشهورة الذين يعلمهم الطالب الصغير حتى يكفى بي ذكرا لألقابهم أو أسماءهم المختصرة أو نسبتهم إلى بلادهم أو أُسَرِهم أو أقوامهم أو غيره اختصارا. فإن كان غير أولئك، أزيد ما وفاه بالتعريف والعلم بهم. فإن لم أدر من هم، أبقي ما ورد وأعتذر من قصوري وأسأل الله العفو والعافية.

والثالث، رتبت قائمة المرويات للكتب خاصة بترتيب الهجائية الرقمية نحو ما جرى في الحاسوب. فإذا أراد الكتاب المسمى بالمنظومة مثلا، فليبحث في الألف التي يتعامل كما الهمزة في أول ترتيب الحروف، لا في الميم كما جرى مجرى طريق البحث في الكتب الذي لا يؤثر إدخال المعرف بالألف واللام في الترتيب.

والرابع، لا يجب على كل مجاز خصوصا أن يروي نحو ما رويته في هذا الكتاب إن كان عنده أقل الرواة في الإسناد بطريق غيري وهو عال، فليقدم العالي على النازل مني. وما في هذا إنما لتسهيل الرجوع إلى المصادر، لا سوق رواتي فقط.

والخامس، ليس كل إسناد في هذا الكتاب عال. فبعضه نازل بأسباب. ومنها ليس لي فرصة في تلقي علوه من شيخ مباشرة الذي أعاصره حيا عند التسجيل هنا وليس لي خيارا إلا وأن أروي نحو ما تلقيت. ومنها قد يجيزني مجيز إجازة خاصة بمعين عن شيخ من أشاركه في إجازته أو لي أعلى منه فألححت أن أكتبها هنا تقديرا له في الإجازة لي. وهذا على مقام التسجيل فحسب. وإني إذا أردت أن أجيز ذلك المعين، أروي بطريق أعلى كالعادة إن كان عندي ما صح لي روايته أو إجازته.

والسادس، وجب عليَّ أن أنبه القارئ على أنه إن وجدت أني رويت كتابا جمعت فيه مرويات شيخ ليس من مؤلفاته أو بعبارة أخرى ليس من التأليف بيده، بل هو جمع غيره مروياته، أردت المرويات التي في ذلك الكتاب، لا الكتاب نفسه. فانتبه أيها القارئ الكريم.

والسابع، لا أقتصر على مروياتي في هذا الكتاب. وأزيد تعليقات ببعض المواضع وما أرى منفعة لذكره بغير تطويل كتصحيح أخطاء الأسماء في الإسناد وقد عمل هذا الحافظ أحمد الغماري في كتاب البحر العميق في مرويات ابن الصديق مثلا أو كبيان حال الكتاب وغيرهما.

والثامن، الكتاب الذي يبقى في حال المخظوط وليس له المطبوع أو لا يوجد بصيغة PDF أو لا يتاح في الأسواق لا أرويه هنا وإن كان مؤلفو الأثبات قد رووه لأنه لا فائدة للإجازة بما صعب في تحصيله. فمقصد الإجازة هو تبرك بمسلسة وِرَاثة الكتاب المتصلة جيلا بعد جيلا إلى أيدي قراءه، ولا جمع السند وحده. إلا من يسطيع قراءة الكتاب المخطوط فإجازتي إياه بما ثبت روايته وإن لم أسرد إسناده في هذا الكتاب. ولكن البحث عنه بحث بكسب نفسه رجوعا إلى الأثبات التي يمكن التوصل إلى ما يحتاج ولا أعاونه.

فمثلا بعض المراجع التي لي عمدة في الأسانيد لمروياتي هي من كتاب فتح العزيز في أسانيد السيد عبد العزيز وارتشاف الرحيق من أسانيد عبد الله بن الصديق كليهما للشيخ محمود سعيد ممدوح والبحر العميق في مرويات ابن الصديق والمعجم الوجيز للمستجيز كليهما للحافظ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري، ثم الأثبات التي ذكرت في هذا الكتاب. لكن عدد منها لم أجد إلا المخطوطات دون المطبوعات وليس له صيغة PDF أو لا متاح في الأسواق. فهذه لا أسوقها في هذا الكتاب. فإن طبع بعضها ذات يوم ولم أُحَدِّثْ هذا الكتاب أو يستطيع المجاز والمستجيز أن يقرآ، فليبحث أحدٌ عن سنده في تلك الكتب أو غيره بما يمكنه أن يجد إسناده.

والتاسع، إني جمعت المرويات في الأثبات بنسخ أسانيدها مرة أخر ليسهل طلابتها واستفادتها في موضع واحد. فينبغي لكل من قرأ هذا الكتاب أن يفتش بمصادره وأن يقارن بين ما كتبت وما كان فيها قبل أخذه وروايته خشية أن في هذا الكناب خطأ مني وأستغفر الله في قصوري وغفلتي.

والعاشر، أُحَدِّث مضامين هذا الكتاب وقتا بعد وقت إذا حصلت مرويات جديدة أو الكتاب الذي كان في حال المخطوط قد طبع أو كان لا يوجد في صيغة PDF أو لم يُتِحْ في الأسواق ثم قد أُتِيحَ في صيغته أو في الأسواق أو إذا وجدت أخطاء في هذا الكتاب فأصححها. وكل من أجيزه بهذا الكتاب يشمل بما أجدده في المستقبل. والمجاز يجوز له أن أسألني إن حَدَّثْتُ هذا الكتاب بمنصة متيسرة للاتصال.

وأرحب قارئ هذا الكتاب بأن يجيزني بالأثبات والكتب إجازة عامة أو خاصة أو تدبجا ولو كانت نازلة لأزيد طرق أسانيده فيه وكي يستفيد القراء الآخرين بالتنوع الكثيرة لأسانيد يحصلونها. فإني أريد أن أجعل هذا الكتاب قلب المرجع الميسر للحصول عليها أهل عصري ومن بعده من المجيزين والمجازين والمستجزين والقراء عامة.

والحادي عشر، أضع بعض الروابط التشعبية التي يمكن القارئَ نقرُها إلى ما يناسب بها من منافع لتسهيل البحث عنه وتبليغ ما فيه طاب. لمستعمل الكمبيوتر أو اللابتوب، عليه النقر في الرابط التشعبي. ولهما أيضا أن يضغطا CTRL + F للبحث عما تضمن هذا الكتاب من الكلمة أو الاسم أو غيرهما.

تم بيان منهج هذا الكتاب بحمد الله جل علا. فالتالي ما أحببت أن أشاركه من فوائد وأرى أن هذا مهم لذكره لقراء هذا الكتاب وإن عرفوه من قبل قديما أو سمعوه أو قرؤه كثيرا. فعلى كل حال، عسى الله أن يجعله نافعا لكل قراء.

فالأول، رواية الأسانيد المسلسلة لا يشترط فيها مدى الصحة كما في الصناعة الحديثية لأن هذا النوع إنما للتبرك، لا للحجة الشرعية إلا إذا اتضح أنها لم يثبت ومردودة ككتاب الذي لا تصح نسبة الملك إلى مؤلفه كبعض كتب الإمام أبي حامد الغزالي أو بعض رواية المسلسل بالمصافحة كما نبهه الحافظ السيد أحمد بن محمد بن الصديق الغماري في المعجم الوجيز للمستجيز والبحر العميق في مرويات ابن الصديق. فلا معنى من شيء من رواية جميع مؤلفات صاحبها لإثبات صحتها. فمثلا أن من شروط صحة الحديث عدم التدليس الفاحش حتى ينفي ثبوت التحمل وغرائب وتفردات تقتضيان مناكير أو شذوذا.

لقد رأيت من اتهم الشيخ محمد ياسين الفاداني بالتدليس. ووجدت كاتبا كتب مسألة إجازة محمد فؤاد عبد الباقي له ومشكلة إجازة أكرم بن عبد الوهاب الموصلي عن الفاداني عنه تكون مطلبا للمناقشة في وسط مقاله ناقلا عن قائل اختصارا وأعيّن أنه قائل أول: "أنه يروي وجادة دون أن يفصح وكذلك يروي بإجازة أهل العصر دون أن يوضح أحيانا". وقال: "وأيضا هو مدلس أحيانا وواسع الرواية. فيبقى الأمر على أننا ننظر في كتبه. فإذا وجدنا أنه مجاز من الشيخ المحقق، فغالبا وجادة. أو بإجازة أهل العصر وإذا لم نجد. وقال أحد تلاميذه الضابطين للمسألة بذلك نتطالبه بالحجة أو دليل ذلك وألا يكون الأمر قائما مع البحث حتى نرى ما نجزم به الرواية أو ننفيها". انتهى كلامه.

وقال قائل ثان: "ذكر بعض طلبة الشيخ محمد ياسين الفاداني أنه يروي كتاب اللؤلؤ والمرجان إجازة عن صاحبه المحقق محمد فؤاد عبد الباقي وعند البحث والتحقيق لم نجد ما يثبت صحة رواية الفاداني عن محمد فؤاد ولا ما يدل على وجود اتصال رواية بين هذين الفاضلين ومستغرب عدم إيراد الفاداني ذكر إجازة أو اتصال بينه وبين محمد فؤاد عبد الباقي مع أن الفاداني لا يكاد يفوته مشهور في بلد ما إلا وحاول الاتصال به والرواية عنه ولقد ذكر أناسا قد أذهبوا دينهم في اتباع منظمات ضالة مضلة مثل الشاعر الداعر جميل صدقي الزهاوي الذي نفته عائلة الأفاضل العلماء الزهاويين بتبرئهم منه لفساده وفساد عقيدته فمثل هذا وجدنا للفاداني رواية له عنه مما يثبت عدم تحريه في الأخذ ولا تحققه من بعض الرواة الذين روى عنهم. ولما وجد مثل هكذا غرائب وعجائب في مرويات الفاداني على سعة وكثرة أسانيده لذا وجب التحقق من مروياته وصحة متصلاته قبل النقل عنه ولو لحديث واحد". انتهى كلامه.

وقال قائل ثالث: "ثَمَّ أمر لا بد من الالتفات إليه وهو أن الشيخ فؤاد كان نادر الأصدقاء، بل كل من نظر في ترجمته وجد أنه كان -تقريبا- جلس بيته ولا يخرج إلا نادرا لزيارة أخته وشراء بعض أغراضه. وصداقته إنما كانت للشيخ رشيد رضا. فقد لازمه من ١٩٢٢ إلى وفاته رحمه الله. ومجالسته مع محدث وادي النيل أحمد شاكر معروفة ولم يثبت أن أيا منهما أجاز الآخر مع اهتمام الشيخ شاكر بالرواية. ولم أجد أن الشيخ عبد الباقي أثبت أنه أجيز أو أجاز. كما أن الدكتور يوسف المرعشلي لم يذكر الشيخ عبد الباقي في جملة شيوخ الفاداني وقد أوصلهم إلى ٧٠٠ في أول الروض الفائح. ورجل بقدر وجلالة عبد الباقي لا يسقط سهوا .وقد سألت الشيخ التكلة عن هذه الرواية فبين لي أنه لم يهتد إليه بمراجعته لأثبات الفاداني الموسعة. فالعوامل النافية أكثر بكثير من المثبته". انتهى كلامه.

وقال قائل رابع: "ومسالة رواية العلامة الفاداني رحمه الله عن محمد فؤاد عبد الباقي أثيرت قديما وكذا روايته عن العلامة محمد عبدالله دراز. فالأول لا يوجد دليل على ثبوت روايته عنه. ولو صحت، لذكره الفاداني كعادته في ذكر مشيخته في كثير من كتبه ورسائله وإجازاته. حتى من أثبتها من تلاميذ الفاداني رحمه الله أظنه انفرد بذلك. وقد سألت جمع لا بأس به من طلابه وبعضهم لهم عناية بالرواية فنفوا. وهذا كما ذكرت قديما. حتى شيخنا البحاثة يحيى الغوثانى حفظه الله كان قد جمع جمهرة كبار شيوخه الفاداني في مقال قديم بحثت فيه فلم أجده ذكر عبد الباقي". وقال: "طيب، هنا وقفة لو ثبتت إجازته منه، هل مثل عبد الباقي لا يذكر وقد ذكر الفاداني من هو أقل علما وقدرا منه؟" .انتهى كلامه

ونقل كاتب عن بدر الدين العتيبي قائلا في اعتراض روايته عن محمد فؤاد عبد الباقي: "لا أعلم بإجازة محمد فؤاد عبد الباقي للفاداني. وهذا يحتاج لإثبات بين. والفاداني متكلم في صحة الرواية عن جماعة. لذلك حبذا التأكيد من صحة ذلك". ونقل أيضا عن محمد السمطي المصري: "الشيخ الفاداني لا يروي عن محمد فؤاد عبد الباقي ولا يوجد ما يثبته أنه يروي عنه".

واتهمه بأن أتى بغرائب كثيرة وقال قائل آخر: "ومن أراد الرواية من طريقه، فليقتصر على مشايخه الحجازيين الذين لازمهم مثل الشيخ عمر حمدان وطبقته. فأما تفرداته فلا يرو عنه بها .ومن ذلك أنه أغرب جدا في روايته عن كثيرين مثل شكيب أرسلان وخير الدين الزركلي وفؤاد عبد الباقي وأحمد الحملاوي ومنصور علي ناصف والقائمة طويلة فلا يروى عن هولاء من طريقه". انتهى قوله.

هذا لا يضر اتصال أسانيده المسلسلة بالتدليس، بل لا يضر بغرائب أو تفردات أو شواذ ولا يكون سببا لجرح الشيخ ياسين الفاداني حتى يُرَدَّ جميع مروياته إلا ثبت سماعه أو عدم شذوذ فيها بنظر مقصد نوع رواية هذه وهو تبرك. يكفي بنا معاصرة بين الراويين وإن لم يكن بنظر لحظة ثبوت لقاءه احتمالا أن أخذها بكتابة أو مراسلة وصحةً في التحمل قراءة أو سماعا أو إجازة أو مناولة أو كتابة وصدقا في الظاهر الذي يطابق نبذة الذاتيته وهذا كاف ولا احتمال نقض صدقه له ظنا كان أو دونه إلا غلبه قوة الظن بقرائن مقبولة. وبعبارة أخرى إذا قال أخذ هذا السند عن هذا الشيخ بإجازة عامة، فلا حاجة للاستقصاء كما عُمِلَ في الحديث ونستغنى بأن بينه وبين الشيخ معاصرة وإن كانت في لحظة أن بينهما مقيمين بالبلدين المختلفين إلا تيقن أنه لا وجه لبثوت التحمل بدون تعمق في التفتيش هل هو أخذها قراءة أم غيرها وما المراد بإجازة عامة أهو بمراسلة أم تلقٍّ بمجلس معه في وسائل التواصل أم غيرها وأنَّ له صدقا في روايته مطابقا للواقع وحسن الذاتية. فإن قال أخذها عن الشيخ حين زار هذا البلد ولم يكن في ترجمة حياته ذلك، فمردود لا محالة أو كان لا يعرف في اللغة العربية والشيخ لا يتكلم إلا بالعربية وليس معه في مدة حياته مترجم لكلامه وبخاصة للإجازة بالسند، فهذا نوع لا يطابق نبذة ذاتتيه فمردود بقرينة مقبولة.

والشيخ ياسين بحمد الله ورفع تبارك وتعالى دراجاته ليس من هذا. فنحن الآن لا نتكلف حكمه كما عملنا في رجال الحديث. وقد قال القائل الأول متكلما عنه: "الأصل في الفاداني الصدق". وزاد: "أنكر على من يقول بكذب مسند العصر الفاداني في بعض رواياته إذ لو ثبت كذبه ولو في رواية سقطة كل روايته ولم تقبل في بعض الشيوخ دون بعض، فلا فرق". وهذا يكفي في قبول روايته لا مشاحة في الفضلة إلا إذا وجدنا أخطاء واضحة أو قرينة يصلح بها ردها.

وأزيد في الرد على احتمال عدم سماعه من محمد عبد الباقي بأن أسرد قول الكاتب للخلاصة في آخر المقال: "فالمعاصرة ممكنة وواضحة في أكثر من عقد كما تشاهدون مشايخي. ولو لم يثبت أن الفاداني جاء إلى مصر وأن المحقق لم يذهب لمكة، فيوجد كثير من إجازات الفاداني بالمراسلة وبطلب مشايخه له الإجازة من الآخرين. فمع إمكان المعاصرة ووجود مراسلات بين أهل العلم في هذا الوقت وطلب المشايخ إجازات لطلابهم. فالأمر ممكن جدا وبقي ما يثبت ذلك ولو بشهادة تلميذ فاهم في الباب. والله اعلم".

وأنقل عن القائل الثالث: "فنحن بحاجة أصلا لإثبات أن الشيخ فؤاد أجاز أي شخص الفاداني أو غيره" بعد أن قال ما نقلت سابقا. فرد عليه الكاتب: "أظن -والله أعلم- إن لم يكن الخطأ من التلميذ -بارك الله فيه- وهو شيخنا. فالغالب بعد البحث أن ثبت شيء سيكون وجادة". فقال الثالث: "حتى لو وجادة يا سيدي هل ثبت أن الفاداني أصلا صرح بالرواية عن عبد الباقي حتى نثبت مطلق الرواية؟ اللهم إلا إذا كان ذلك مشافهة منه". فقال الكاتب: "نعم شيخنا الحبيب. عجل الله لنا بتحقيق ما نتمنى". وقال الكاتب ردا على الرابع: "نعم شيخي. هي عجيبة جدا. ولعلها وجادة إن ثبتت. الله المستعان".

فهذين يتفقان معنىً على توجيهي كما سبق، بل عين محل عرضي لتأييد رأيي. والحمد لله حمدا كثيرا طيبا. قلت فاحتمال المشافهة كاف بصحة روايته وإن لم يذكره من أسماء مشيخته وإن لم يذكر من بعده في ترجمة الشيخ أو لم يدر من بعدهم من تلاميذه أنه من مروياته لأنه يطابق نبذة ذاتيته، بل جملتها والفاداني لا يكاد يفوته مشهور في بلد ما إلا وحاول الاتصال به والرواية عنه كما بين الثاني. فلا نضيع الوقت لتركيز فضلاته.

وآخرا، يؤيدها أيضا ما قال الرابع أيضا: "وأما الثانى وهو دراز، فقد ذكره في غير كتاب وذكر لقائه به، فتبين صحة روايته عنه من كلامه". ونقل الكاتب عن أبي الحجاج العلاوي قائلا: "الذي أثبتها هنا هو أحد من تلاميذ الفاداني وهو عارف بالإجازة. فينبغي لمن ينفى أن ياتي بحجة أقوى. والمثبت مقدم على النافي". ونقل أيضا عن يوسف المرعشلي: "ليس البحث في كتبي على عدم رواية الفاداني عن محمد فؤاد عبد الباقي". وزاد: "النفي يحتاج لدليل". والله تعالى أعلم بالصواب.

فالثاني، قد ذكرت أن مقصد رواية الأسانيد تبرك بمسلسة وِرَاثة الكتاب المتصلة جيلا بعد جيلا إلى أيدي قراءه، لا جمعها وحده. فروايتها أيضا قد يكون سببا لنعرف العلماء الذين كان من الرواة في الأسانيد. وأنا نفسي عرفت بعض ذريات النبي المختار صلى الله عليه وآله وبارك وسلم كما صلى وبارك على إبراهيم وعلى آله في العالمين إنك حميد مجيد من الأجلاء بنظري إلى الأسماء فيها وأبدأ التدقيق في معرفتي إياه والبحث عن كتبه إن وجد. وكذلك العلماء الآخرين. فالحمد لله على وصلني إلى العلماء بالرواية.

فأما مزية هذه الأمة بالإسناد المتصلة المسلسة وأهميته وفضائله وأعمال الفضلاء في طلبها، فقد بحثها كثير من الكتب وفصّلها عدد من العلماء قديما أو حديثا ولا أريد إعادة ما يتاح. فللاتبداء، ليقرأْ كتاب الوجازة في الأثبات والإجازة لذياب بن سعد بن علي بن حمدان بن محفوظ آل حمدان.

إني أنبِّهُ نفسي والقراء أن الإجازة بالإسناد ليس بشعوذة في تحويل أحد من الجاهل إلى العالم والسفيه إلى الفقيه ولا تزكية أنه عالم أو فقيه أو بارع أو عارف بكتاب أو راسخ، فضلا عن الصالح أو فاضل أو ولي. فإنما هذه تحصل بالمجاهدة والصبر الجميل وطول المدة في المطالعة والتعلم وحضور المجالس والاستقامة في العمل والتهذيب وكثرة التتبع وسعة الدراسة والإخلاص في ابتغاء وجه الله. فلينظر أسماء العلماء الذين كان من الرواة في الأسانيد. كيف فازوا وحصل أعلى الدرجات؟ أهم يقنعون بالإجازة قط؟ إن كان تلقي الإجازة لم يحصل أحدٌ مثل أولئك، فلا يتفخرنَّ في كثرة الأسانيد، بل تلك الأسانيد لا تفيده من شيء! بل، يجب الاستحياء عليه من طلبها أو أخذها وهو لا يسعى كمن تقدم من الرواة العظماء من العلماء والفضلاء! اللهم جنبنا من الذين هكذا!

فليس إني في مقام المجيز خيرٌ وأحسنُ علما وفهما وحفظ وبراعة وفضلا من المجاز والمستجيز والقارئ الكرماء. لكن أحب أن أنشر هذه البركة بذكر أسماء العلماء الذي كونه سببا لمعرفتنا إياهم وزيادة حبنا عليهم وأوالي ما عمله المتقدمين والمعاصرين من النبلاء والأجلاء. فلا يحسبنَّ أحد من المجازين والمستجزين والقراء أن لي قوة عليا في العلم والعبادة والزهد والورع وَهْمًا على كثرة الأسانيد مني فلا يغتر بها فلا ثم فلا وإياه وإياه! أستغفر الله على ذنوبي وقصوري. ولا أستحيي أن أصرح بأني لما أقرأْ بعض الكتب المجاز بها مسلسلة السند لأني حصلت بعضها عامة دون خاصة كحضور مجلس القراءة والتعليم أو التدريس أو البيان مثل مجلس الدورة. وأحاول بعون الله وتوفيفه قراءة التي حصلتها وأسأل الله أن يغفر لي ما قدمت وأخرت وأن يجبرني في قصوري.

وربما طلب مني المستجير أو غيره عقد المجلس الخاص قراءة أو سماعا أو تعليما أو تدريسا أو بيانا أو ذكرا لأُجِيزَهما بهذا الكتاب في آخر المجلس أو بعض مروياتي فيه بالعامة أو الخاصة تحصيلا لبركة مجلس العلم ورواية الإسناد المسلسل. أرحبه بأهلا وسهلا، لكن أحضره كون حالي تلميذا أو طالبا للعلم أو مساهم له، لا مدرسا ولا شيخا ولا معلما ولا قائدا له. أحيانا إلى علوم المجاز المستجيز والقارئ وفوئدهمم أفتقر أشد افتقارا. إني لست من العلماء لهم جسارة راسخة على التصدر في عقد مجلس العلم. والعلوم الدينية أمر صعب يضيق قلبي كلما دعيت إلى مَجْلَسِ الكبير ولا يتصدر فيه إلا من له زاد متكاثر والفقه متحقق. فلست أنا من ذلك، لكن أرجو أن يرفع درجاتي في العلم والعمل والإخلاص وأن يرزقني يا أرحم الراحمين ويا مجيب دعوة الداعي إذا دعى فهما راسخا لكي أبين الحق بالبديهة وأنشر فوائد العلوم للناس كلهم دون كأداء.

والثالث، المقصد الأعلى في التعلم بالكتاب والدراسة والتعليم والبيان هو علم وفهم، لا إجازة بالسند المسلسل إلى منتهاه. فلا تفيد من شيء أحدا لا يراجعه ولا يطالعه ولا يزيد قراءته ولا يجهد في تمكين فهمه. رُبَّ من تعلم بالكتاب بدون الإجازة، بل لا يخطر بباله لها أفقه ممن رواه بطرق كثيرة سواء أكان هو تعلمه أم لا. فلا يستقلن بأسانيدها وحدها ولا يشتغلن بها. استقم في التعلم وإن لم يَرْوِهِ الشيخ أو المعلم أو المدرس أو المصنف نفسه شيئا.

وللأسف، أن بعض طلاب العلم لا يرغب في التعلم وحضور مجلس التعليم أو تدريس أو البيان إن علم أنهم ليس له هدية يطلبها، فضلا عن مصاحبتهم. فعنده العلم والفهم أقل قيمة وأخف أهمية! بل عنده العلم والفهم لا فائدة إلا تابعهما السند المسلسل. بل، آذاهم مباشرةً أو لا وهو واع أو لا في طلب الإجازة صريحا أو لا كلما عقدوا مجلس العلم أو التعليم أو التدريس أو البيان وهم في شنآنٍ يسبح إن لم يكن لهم شيئا! فكلما عقد المجلس، فأول ما بباله إجازة بالسند، لا علم وفهم وحسن مصاحبتهم. وقد أساء أدبه معهم وحرم على نفسه علما نافعا وفهما حسنا!

فالعلماء وراثة الأنبياء وذلك الشخص وارث الأسانيد فحسب! والذين رووا أسانيد الكتب المسلسلة المتصلة إلى منتهاه أغلبهم ليسوا من أسفل السافلين مثل ذلك الشخص. انظر الحافظ أحمد الغماري وأخيه عبد الله وآله رحمة الله عليهم. انظر الأمير الكبير والمرتضى الزبيدي والجلال السيوطي وزكريا الأنصاري وابن حجر العسقلاني وغيرهم ممن قام في مدار الإسناد جزاهم الله خير الجزاء. أين مكانتهم في العلم والفهم والصلاحة والورع والعبادة والزهد والعمل والجهود من السفهاء الحاشدون هبوطا في جمع الأسانيد والتفاخر بها والمتنافس في مقارنة بين الناس في مستواهم؟

فرُبَّ الشيخ أو المعلم أو المدرس قد تسلسل فهمه إلى صاحب الكتاب غير مباشرة بأسماء الأسانيد ويتأثر علمه كما ورث من تقدم بدون سرد الأسانيد صريحا. فاللؤلؤ والمرجان في الكتاب هو العلم والفهم، لا الأسانيد. والمنظومة البيقونية لا يدرى من مؤلفه. قال الزرقاني في شرحها عن البيقوني صاحبها: "ولم أقف له على اسم ولا ترجمة ولا ما هو منسوب إليه". لكن علمها جرت منفعته ويستمر بذلك جيلا بعد جيل. وكذا صاحب متن البناء والأساس للمولى ملا عبد الله الدتفزي وكذا شارح لا يعرف اسمه كتاب أيها الولد للإمام الغزالي. فافطن له يا نفسي وطلاب العلم!

وانظر إلى ما قال الشيخ محمود سعيد ممدوح في كتاب تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع: الفائدة الثامنة. المقصود الأعلى من الاشتغال بالحديث النبوي الشريف هو الجمع بين معريفتي الإسناد والمتن على طريقة المجتهدين وهم درجات. وهذه هي الدرجة العليا وهي على مراتب ودونها معرفة المقبول والمردود وما يلزم لذلك من أدوات كمعرفة القواعد والرجال والعلل والتاريخ والملل والنحل مع المقدرة على النظر الاستقلالي. وأدون منهما ما يقال له الْمُسْنِدُ وهم درجات وهو المشتغل بتحصيل طرق الإسناد إلى الصحاح والسنن والمصنفات والجوامع والمشيخات وكتب الفنون الأخرى والتعريف على لطائف الإسناد من مصافحة وإبدال وموافقة وتمييز العالي من النازل وتحصيل جملة وافرة من كتب الأثبات والفهارس والتميز فيها وتحمل المسلسلات بشروطها.

وقد كنت مشتغلا بهذا النوع الثالث دون اقتصار عليه مقبلا عليه. وفي سنة ١٤٠١ جمعنى مجلس خاص في دار العلوم بمكة المكرمة ضم سيدي عبد الله بن الصديق الغماري وشقيقه سيدي عبد العزيز عليهما الرحمة والرضوان-. وكنت أذكر بعض العوالي المتصلة بعدد أثبات المتأخرين كالروداني والكوراني والبصري والعجيمي. فالتفت إلي سيدي عبد العزيز بن الصديق قائلا: "ما هذا يا شيخ محمود؟ تروي ثبت فلان بعلو وبينك وبين البصري ست وسائط وأعلى ما عندك للأمير والشنواني والشرقاوي ثلاثة وسائط بالعامة وبأربعة وسائط إلى ثبت فلان؟ ما فائدة هذا في الحديث؟ وما هي المحصَّلة النهائية من ذلك؟ إن المقصود من دراسة علوم الإسناد أن تعرف القواعد والرجال والعلل وتعرف الصحيح والسقيم ومن العيب أن تكون في مكتبة كبرية وتترك النظر في علل الدارقطني وتاريخ بغداد ونصب الراية وتقصر نفسك على أثبات الأمير والدمنتي والشنواني".

إلى نحو من هذا الكلام العالى والنصائح الكافية وطلب مني أن أكتفي بما عندي من أسانيد وسلسلات وضرب أمثلة لبعض من عاصرهم من الذين اشتغلوا بالإجازات والفهارس وقصروا أنفسهم عليها فخسروا كثيرا. ومن ذلك الوقت قبضت يدي عن هذا الفن واكتفيت بما عندي من شيوخ واكتفيت بالاتقاء ولم أتوجه لتصنيف كبير في الأثبات والفهارس. وتوجهت للأهم، ثم الاشتغال بالحديث لمعرفة المقبول والمردود. فشرح الله تعالى صدري لتحقيق قواعده والاشتغال بعلله والبحث في رجاله. والحمد لله على توفيقي ورضي الله عن مشايخي. انتهى الكلام.
إذن، إن فطن أحد لما أبرز الشيخ محمود سعيد ممدوح هذا، فلا يخطر بباله أن الإسناد المسلسل مقدم على العلم والفهم وهو لا يتأذى إن لم يحصل الإجازة وأيضا يظهر له أن المناقشة عن رواية الشيخ الفاداني عن محمد فؤاد عبد الباقي ليست من جانب كبير من المباحثة في علم الحديث وقلة المنفعة للاشتغال بها أو تكاد عدمها، فضلا عن التنازع فيها بين الناس. فعرضت المناقشة في هذه إبداءَ أنموذج على ما حدث من عبث لا يعنيه وردا على من بعد هذا ينكب على التفتيش في ما ليس مجاله في الحديث ويُعْمِله لغيره ولا يليق به.

فالرابع، أوصيك أيها القارئ بقراءة تأليفي " Isu Pengijazahan Dan Isnadisasi Pada Masa Kini" إن عرفت اللغة الملايوية. فيه حوار ومناقشة وتوجيه وبحث عن رأيي ونظري في قضايا الإجازة بالإسناد في هذا العصر على سبيل جديد لا يسبقنى أحد ولا معاصري. وبعضهما أفكار ونتائج خالفتا كثيرا من الناس، بل كلَّهم من العاملين والمسند والمحدث في طريقة الإجازة بالإسناد وبعضهما لا يخطران ببال أحد حتى المتخصصين بها وبعضهما متعلق بما كتبت هنا من قضايا الإجازة والرواية.

فالخامس، قال بعض المسندين والمجيزين من الفضلاء في آخر نص الإجازة بعد سرد الأسانيد وصيةً عند الإجازة أن لا ينساهم المجازون وأهلَهم. إني رأيت أن هذا سبب لاشتهارهم وبقاء أسماءهم في طول الزمان عندما سرد الأسانيد من بعدهم من تلاميذهم أو المجازبن عامة. وأتذكر قول الله سبحانه في ذكر دعاء خليله إبراهيم عليه السلام في سورة الشعراء الآية ٨٤: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}. فالوصية رجاء لله أن يجعل لهم لسان صدق في ما بعده من الزمان والجيل، فلا حرج عليه أن يسأله عز وجل المشتهر بالعلم والصلاحة وغيرهما من الأعمال الصالحة ما دام لا تشتغل نفسه برياء وسمعة وكبر ورجاء لمعاينة الناس إياها دون مصلحة الدين والإخلاص للعلي العظيم.

وأنا أيضا أسلك هذا المسلك كما سلكه الفضلاء المتقدمين بتأليف هذا الكتاب لجمع المرويات وأرى أن تأليف نوع هذا الكتاب لم يسبقني في ماليزيا، فضلا بأرض جاوة وأرجو الله أن هذا الكتاب من أفراد الكتب التي لا مثيل لها فيها وروايتِه للناس المعتنين به. لعلي داخل فيما سأله خليلنا إبراهيم عليه السلام. ولست تركت هذا الكتاب وحده. إني قد تركت المؤلفات الخاصة الرأسية التي قد جمعتها نحو الكتاب في العقيدة وأصول الفقه والفقه والحديث والحوار الإسلامي العام في تنوع المسائل والمشاكل باللغة الماليزية كما تتاح في وسائل التواصل لي وأوصى بأن لا يقتصر القراء على هذا الكتاب، بل مؤلفاتي أخرى وعسى أن تكون لها استفادة القراء والمباحثة النافعة الناضجة في رأيي وتوجيهي واستدلالي واستنباطي وفكرتي ومنهجي وبخاصة يحسنون باللغة الماليزية.

ولم أك من العلماء الذين يصلح لي أن أتعالى عن أهل عصري من الأجلاء والفوقة كما فعل الحافظ أحمد الغماري في كتاب البحر العميق في مرويات ابن الصديق وأخيه عبد الله في كتاب سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله ابن الصديق وأخيه أيضا عبد العزيز في كتاب تعريف المتأسي بأحوال نفسي إلا قليلا بعيدا عما به ظفروا. إنما أقتدي بما عمله آل الغماري في الشكر لله بتحدث نعمته والوصية بأن لا ينساهم المجازون موافقا ما سأله تبارك وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام. والله المستعان وإلى الله ترحع الأمور.

فنسأله أن يجعلنا من العلماء الذين يرثون الأنبياء في علمهم وسننهم وأن يسلسل بركته علينا كما سلسلت الأسانيد وأن يجمعنا مع الصديقين والشهداء والصالحين كما جُمِعَ العلماء والفضلاء في أسانيد المرويات بلطفه وبجلاله وبرحمته وبفضله. اللهم آمين!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق