الخميس، 23 نوفمبر 2023

الحديث المسلسل بالأولية


أَرْوِيهِ بالسَّنَدِ عَنِ الْعَلَّامَةِ نُورِ الدِّينِ عَلِيٍّ بْنِ جُمْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي مَسْجِدِ السُّلْطَانِ صَلَاحِ الدِّينِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الشَّاهِ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْمُسَلْسَلُ بِالْأَوَّلِيَّةِ، فَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِي مِنْهُمْ مُسْنِدُ الْعَصْرِ مُحَمَّدٌ يَاسِينُ الْفَادَانِيُّ وَالسَّيِّدُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الصَّدِّيقِ وَالشَّيْخُ عَبْدُ الْفَتَّاحِ أَبُو غُدَّةَ وَالسَّيِّدُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الصِّدِّيقِ -بِالْقَاهِرَةِ كَمَا قَالَهُ فِي الْمَسْجِدِ- وَغَيْرُهُمْ وَأَسُوقُهُ هَنَا مِنْ طَرِيقِهِ. فَأَقُولُ: حَدَّثَنَا الْعَلَّامَةُ الْمُحَدِّثُ السَّيِّدُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصِّدِّيقِ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَهَاءُ الدِّينِ أَبُو النَّضْرِ الْقَاوُقْجِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو الْمَحَاسِنِ الْقَاوُقْجِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ عَابِدٌ السِّنْدِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَهْدَلُ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَمْرُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمِزْجَاجِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَقِيلَةَ الْمَكِّيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيِّ الشَّهِيرِ بِابْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُنُوفِيِّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عُمَرَ بْنِ عَمُّوسٍ الرَّشِيدِيِّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ زَكَرِيَّا بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ الشَّافِعِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّهِيرُ بِابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيُّ الْكِتَّانِيُّ الْمِصْرِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ الصَّدْرُ مُحَمَّدٌ الْمَيْدُومِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَرَّانِيِّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْنِ بْنِ الْجَوْزِيِّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ النَّيْسَابُورِيِّ الْمُؤَذِّنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ أَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّدٍ بْنِ مَحْمِشٍ بِوَزْنِ مَسْجِدٍ الزَّبَادِيِّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ أَبِي حَامِدٍ الْبَزَّازِ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ بْنِ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ -قَالَ عَلِيٌّ بْنُ جُمْعَةَ: وَإِلَيْهِ يَنْتَهِي التَّسَلْسُلُ بِالْأَوَّلِيَّةِ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ-، عَنْ عَمْرٍو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مَوْلَاهُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ".

زَادَ عَلِيٌّ بْنُ جُمْعَةَ فِي الْمَسْجِدِ وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعُلَى الشَّهِيرُ بِحَامِدٍ شَيْخُ الْمَعَاهِدِ الْأَزْهَرِيَّةِ قَدِيمًا بِالْقَاهِرَةِ فِي بَيْتِهِ وَحَدَّثَنَا سَيِّدِي مُحَمَّدٌ التِّجَانِيُّ الْحَافِظُ بِبَيْتِهِ فِي الْقَاهِرَةِ.

قُلْتُ: هَذَا بِطَرِيقِ أَبِي حَامِدٍ أَيْضًا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الْكُبْرَى وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ بْنُ بِلالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ حَبِيبٍ بْنِ مِهْرَانَ الْعَبْدِيُّ نَحْوَ ذَلِكَ. وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ دُونَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ سُفْيَانَ. مِنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ فِي مُسْنَدِهِ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ وَالْحُمَيْدِيُّ فِي مُسْنَدِهِ وَمُسَدَّدٌ بِطَرِيقِ أَبِي دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَعِلِيٌّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بِطَرِيقِ الْحَاكِمِ النَّيْسَابُورِيِّ فِي مُسْتَدْرَكِ وَابْنِ أَبِي عُمَرَ بِطَرِيقِ التِّرْمِذِيِّ فِي جَامِعِهِ. وَقُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ لِأَنَّةُ فِيهِ أَبُو قَابُوسَ وَهُوَ مَجْهُولٌ. قَالَ عَنْهُ الذَّهَبِيُّ فِي كِتَابِ الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ: لَا يُعْرَفُ. وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ فِي كِتَابِ تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ: ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ لَهُ.

وَقَالَ عَلِيٌّ بْنُ جُمْعَةَ فِي الْمَسْجِدِ بِمَعْنًى: بِسُكُونِ الْمِيمِ -أَيْ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ- عَلَى أَنَّهَا مِنْ جَوَابُ الْأَمْرِ وَبِضَمِّ الْمِيمِ -أَيْ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ- عَلَى أَنَّهَا عَلَى الدُّعَاءِ.

قَالَ مُحَمَّدٌ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَسَنِيُّ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ التُّحْفَةِ السَّنِيَّةِ فِي ذِكْرِ الْحَدِيثِ الْمُسَلْسَلِ بِالْأَوَّلِيَّةِ وَبَيَانِ طُرُقِهِ الْعَالِيَةِ: قَوْلُهُ يَرْحَمُكُمْ بِالرَّفْعِ عَلَى الْاسْتئْنَافِ وَالدُّعَاءِ وَبِالْجِزْمِ يَرْحَمْكُمْ عَلَى أَنَّهُ جَوَابُ الْأَمْرِ فَهُمَا رِوَايَتَانِ ثَابِتَتَانِ.

قَالَ أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنِ مَنْصُورٍ قَرْطَامٍ الْحَسَنِيُّ الْمَالِكِيِّ فِي كِتَابِ الْمَفَاخِرِ الْعَلِيَّةِ بِحَدِيثِ الرَّحْمَةِ الْمٌسَلْسَلِ بِالْأَوَّلِيَّةِ: وَاخْتَلَفَ الرُّوَاةُ فِي قَولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَرْحَمْكُمْ. فَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِضَمِّ الْمِيمِ وَبَعْضُهُمْ بِسُكُونِهَا وَذَهَبَ قَوْمٌ عَلَى أَنَّ الْمَشْهُورَ هُوَ الضَّمُّ وَقَالُوا هُوَ أَبْلَغُ لِأَنَّهُ يُفِيدُ أَنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى غَيْرُ مُتَرَتِّبَةٍ عَلَى شَيْءٍ وَأَنَّهَا لَاحِقَةٌ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ جَمِيعًا لَا فَرْقَ بَيْنَ مُحْسِنِهِمْ وَمُسِيئِهِمْ وَاخْتَارَ آخَرُونَ الْجَزْمَ عَلَى أَنَّهُ جَوَابُ الْأَمْرِ وَقَالُوا هُوَ أَدْنَى لِتَرْغِيبِ سَامِعِ الْحَدِيثِ فِي الْعَمَلِ بِمُقْتَضَاهُ وَالتَّخَلُّقِ بِمَعْنَاهُ لِأَنَّ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَنْ رَحِمَ رُحِمَ. حَثَّهُ ذَلِكَ عَلَى الْإِحْسَانِ وَالشَّفَقَةِ عَلَى الْمَخْلُوقَاتِ. قَالَ شَيْخُنَا الْمُفِيدُ سَيِّدِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الْغُمَارِيُّ: وَالْأَدِلَّةُ تُؤَيِّدُ رِوَايَةَ الْجَزْمِ وَتَشْهَدُ لِصِحَّتِهَا لِأَنَّ الْحَدِيثَ وَارِدٌ فِي مَعْرِضِ التَّرْغِيبِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى الرَحْمَةِ وَالشَّفَقَةِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَذَلِكَ لَا يَتِمُّ بِصُورَةٍ أَوْضَحَ وَأَبْلَغَ إِلَّا عَلَى رِوَايَةِ الْجَزْمِ وَهَذَا أَظْهَرُ. وَصَدْرُ الْحَدِيثِ فِيهِ الدِّلَالَةُ الْكَافِيَةُ عَلَى هَذَا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ". ثُمَّ قَالَ: "ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ" يَعْنِي مَنْ أَرَادَ الرَّحْمَةَ، لِيَكُنْ رَاحِمًا لِلْمَخُلُوقَاتِ وَيُؤَيِّدُ هَذَا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: "إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ" (رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ) وَهَذَا لَا إِشْكَالَ فِيهِ فَإِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى وَإِنْ كَانَتْ عَامَّةً لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ بِدُونِ فَرْقٍ بَيْنَ الْمُحْسِنِ وَالْمُسِيئِ زِيَادَةً عَلَى رَحْمَةِ الْكُفَّارِ فِي الدُّنْيَا. أَمَّا إِذَا مَاتُوا عَلَى الْكُفْرِ فَلَا. لَكِنَّهُ تَعَالَى يَخُصُّ الرُّحَمَاءَ بِرَحْمَةٍ زَائِدَةٍ عَلَى الرَّحْمَةِ الْعَامَّةِ وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: "أَنَا مَعَ عَبْدِي حَيْثُمَا ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ". (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ). فإِنَّهُ تَعَالَى مَعَ كُلِّ أَحَدٍ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ وَلَكِنَّ مَعِيَّتَهُ مَع الذَّاكِرِ مَعِيَّةٌ خَاصَّةٌ وَهَذَا ظَاهِرٌ. وَقَالَ الشَّيْخُ: وَقَدْ وَهِمَ مَنْ قَالَ أَنَّ الْجَزْمَ فِي جَوَابِ الْأَمْرِ يُمْتَنَعُ مِنْ حَيْثُ الصِّنَاعَةُ كَأَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ مِنْ طَرِيقِ الرِّوَايَةِ مَعَ أَنَّ الْحَدِيثَ رَوَى بِالْجَزْمِ أَيْضًا.

قَالَ عَبْدُ الْحَيِّ الْكِتَّانِيُّ فِي فِهْرِسِ الْفَهَارِسِ وَالْأَثْبَاتِ 1/93 عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: "تَدَاوَلَتْهُ الْأُمَّةُ وَاعْتَنَى بِهِ أَهْلُ الصِّنَاعَةِ فَقَدَّمُوهُ فِي الرِّوَايَةِ عَلَى غَيْرِهِ لِيَتِمَّ لَهُمْ بِذَلِكَ التَّسَلْسُلِ كَمَا فَعَلْنَا وَلِيَقْتَدِيَ بِهِ طَالِبُ الْعِلْمِ فَيَعْلَمَ أَنَّ مَبْنَى الْعِلْمِ عَلَى التَّرَاحُمِ وَالتَّوَادُدِ وَالتَّوَاصُلِ، لَا عَلَى التَّدَابُرِ والتَّقَاطُعِ. فَإِذَا شَبَّ الطَّالِبُ عَلَى ذَلِكَ، شَبَّتْ مَعَهُ نَعْرَةُ التَّعَارُفِ وَالتَّرَاحُمِ فَيَشْتَدُّ سَاعِدُهُ بِذَلِكَ. فَلَا يَشُبُّ إِلَّا وَقَدْ تَخَلَّقَ بِالرَّحْمَةِ وَعَرَّفَ غَيْرَهُ بِفَوَائِدِهَا وَنَتَائِجِهَا فَيَتَأَدَّبَ الثَّانِي بِأَدَبِ الْأَوَّلِ وَعَلَى اللَّهِ فِي الْإِخْلَاصِ وَالْقَبُولِ الْمُعَوَّلُ".

سَمِعْتُهُ أَيْضًا عَنْ أَحْمَدَ زَاهِرٍ سِالِمٍ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلَوِيٍّ بْنِ عَبَّاسٍ الْمَالِكِيِّ الْحَسَنِيِّ كَمَا فِي الطالع السعيد المنتخب من المسلسلات والأسانيد لمحمد بن علوي بن عباس المالكي الحسني وَهُوَ سَمِعَهُ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَاحِي بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصِّقِلِيِّ الْحُسَيْنِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ عَلِيٍّ بْنِ ظَاهِرٍ الْوَتَرِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَحْمَدَ مِنَّةِ اللَّهِ الْأَزْهَرِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُزْبَرِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ بَدْرِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ الشَّهِيرِ بِابْنِ بُدَيْرٍ الْمَقْدِسِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي النَّصْرِ مُصْطَفًى الدِّمْيَاطِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الشَّهِيرِ بِابْنِ عَقِيلَةَ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيِّ الشَّهِيرِ بِعَبْدِ الْغَنِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَنُوفِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي الْخَيْرِ بْنِ عَمُّوسٍ الرَّشِيدِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ زَكَرِيَّا الْأَنْصَارِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي الْفَتْحِ صَدْرِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَيْدُومِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنِ النَّجِيبِ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَرَّانِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْزِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَالِحٍ أَحْمَدَ ابْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنِ النَّيْسَابُورِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّدٍ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ الْبَزَّازِ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ بْنِ الْحَكَمِ الْعَبْدِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَهُنَا مُنْتَهَى التَّسَلْسُلِ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ دِينَارٍ إِلَى آخِرِهِ.

وَسَمِعْتُهُ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدٍ أَزْهَرٍ الْمِيدَانِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ رِيكْرِيكَ أَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ السُّورِيَنْجِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْكَتَّانِيِّ وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنٍ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ التَّمِيمِيِّ النَّجْدِيِّ وَهُمَا سَمِعَاهُ مِنْ عَبْدِ الْحَيِّ الْكَتَّانِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ سَالِمٍ النهطيهي وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ بْنٍ أَحْمَدَ الْبَهِيِّ الطندتائي وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدٌ الْمُرْتَضَى الزَّبِيدِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْخِرْبَتَاوِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْفَيُومِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَرْمِيُونِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ عُمَرَ ابْنِ الْمُلَقِّنِ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ جَدِّهِ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَيْدُومِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَرَّانِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ الْجَوزِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّيْسَابُورِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ وَالِدِهِ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ بْنِ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ الْبَزَّارِ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ بْنِ الْحَكَمِ الْعَبَدِيِّ وَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ سُفْيَانَ بْنِ عَيَيْنَةَ وَإِلَيْهِ يَنْتَهِي هَذَا التَّسَلْسُلِ وَهُوَ عَنْ عَمْرٍو بْنِ دِينَارٍ إِلَى آخِرِهِ.

وَحَدَّثَنَا أَبُو أَنَسٍ عَلِيٌّ بْنُ سُلْطَانَ بْنِ حَامِدٍ الْجَلَابْنَةِ الْأُرْدُنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُحَمَّدِ أَبُو الْعَيْشِ الْأُرْدُنِيُّ بِقِرَائَتِي عَلَيْهِ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَدْرُ الدِّينِ الْحَسَنِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّقَا، عَنْ ثُعَيْلَبِ مُحَمَّدٍ بْنِ سَالِمٍ الْفَشْنِيِّ، عَنِ الشِّهَابَيْنِ أَحْمَدَ الْجَوْهَرِيُّ وَأَحْمَدَ الْمَلَّوِيِّ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلَاءِ الدِّينِ الْبَابِلِيِّ، عَنِ الشِّهَابِ مُحَمَّدٍ بْنِ سَالِمٍ الشِّبْلِيِّ الْحَنَفِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ زَكَرِيَّا الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْقَلْقَشَنْدِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدِسِيِّ، عَنِ الصَّدْرِ الْمَيْدُومِيِّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ النَّجِيبُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ الْحَرَّانِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، أَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْزِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنِ أَبِي صَالِحٍ النَّيْسَابُورِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَالِدِي وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ يَحْيَى الْبَزَّارُ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ بْنِ الْحَكَمِ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ وَإِلَيْهِ يَنْتَهِي التَّسَلْسُلِ بِالْأَوَّلِيّةِ.

وَحَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ. مِنْهُمْ أَحْمَدَ مَمْدُوحٍ سَعْدٍ الْأَزْهَرِيِّ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُبَيْلِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ مُصْطَفًى وَعَلِيٍّ صَغِيرٍ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ حَسَنٍ زَوْبَرٍ الْأَهْدَلُ وَمُحَمَّدٌ خَالِدٌ بْنُ عَلَاءِ الدِّينِ أَحْمَدَ الصِّدِّيقِيُّ النَّدْوِيُّ الْهِنْدِيُّ وَعَلِيٌّ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ مُخْتَارٍ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّنْقِيطِيُّ وَأَخْتَرُ الزَّمَانِ غُورِي الْهِنْدِيُّ الْحَنَفِيُّ. وأَخْبَرَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٌ. مِنْهُم جَمِيلٌ أَحْمَدُ بْنُ نَذِيرٍ أَحْمَدُ الْقَاسِمِيُّ وَهِدَايَتُ اللَّهُ بْنُ عُثْمَانَ الْكُجْرَاتِيُّ وَرَشِيدٌ بْنُ أَحْمَدُ عُزَّابٌ الرِّبَاطِيُّ وَمُسَاعِدٌ بْنُ بَشِيرٌ السُّودَانِيُّ وَبَشَّارٌ عَوَّادٌ مَعْرُوفٌ وَجَعْفَرٌ أَحْمَدُ الْبِنْغَالِيُّ وَمُحَمَّدٌ حُسَيْنٌ بْنُ وَلِيُّ مُحَمَّدٍ الظَّاهِرِيُّ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق