الأحد، 15 يونيو 2025

شمس الجبين في سيرة البخاري الأمين لأحمد محمد محمد غنيم المصري الشافعي





أَخْبَرَنَا بِهِ النَّاظِمُ، قَالَ:

هٰذَا السَّنَا مِنْ نُورِ سِفْرٍ مُؤْتَمَنْ # نَسَجَ الزَّمَانُ حُرُوفَهُ فِي الْمُحْكَمِ

سِفْرُ البُخَارِيِّ الَّذِي لَوْ لَمْ يَكُنْ # لَتَسَاءَلَ التَّارِيخُ: أَيْنَ المُسْلِمُ؟

يَا سَائِلًا عَنْ سِيرَةٍ لَمْ تَكْتَفِ # إِلَّا بِعِطْرِ الْحَقِّ فِي الْمُتَرْجَمِ

هٰذِي الْحُرُوفُ تَطُوفُ حَوْلَ جَبِينِهِ # طَوَافَ شَوْقٍ لَا كَطِيفِ التُّهَمِ

وُلِدَ النَّقِيُّ مُطَهَّرًا فِي رَحِمِ التُّقَى # فِي بُخَارَى،= وَالضِّيَاءُ مُخَيِّمُ

مَاتَ الْوَلِيُّ وَهُوَ طِفْلٌ غَيْرَ أَنْ # أُمًّا رَعَتْهُ، بِسَهَرِهَا الْمُتَرَسِّمِ

فَدَعَتْ بِقَلْبٍ لَا يُمَارِجُهُ الرِّيَا # فَرَدَّ رَبُّ الْعَرْشِ نُورَ الْأَنْجُمِ

أَبْصَرْتَ يا بُنْيَانَ فِكْرٍ نَيِّرٍ # وَبَدَأْتَ تَحْفَظُ فِي صِغَرٍ مُلْهِمٍ

حَتَّى تَسَامَيْتَ الْعُلَا فَكَأَنَّمَا # كُنْتَ النُّجُومَ بِعَيْنِنَا لَمْ تَنْعَمِ

حَجَبْتَ نَفْسَكَ عَنْ دُنُوٍّ أَوْ هَوًى # فَعَلَتْ مَقَامَكَ نِيَّةُ الْمُتَحَرِّي

حُبْتَ الْبَلَادَ كَطَائِرٍ لَا يَنْثَنِي # جَمْعًا لِسُنَّةِ سَيِّدِ الْمُتَرَحِّمِ

حَتَّى رَوَيْتَ عَنْ نُجُومٍ لَمْ تَزَلْ # أَسْمَاؤُهُمْ فِي حَافَّةِ الْمُتَقَدِّمِ

أَحْمَدُ وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَقُتَيْبَةُ # وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ الْمُفْهِمِ

وَحَفِظْتَ أَلْفَ أَلْفِ حَدِيثٍ ضَافِيًا # بِنَقِيِّ سَنَدٍ لَا كَذِبٍ مُتَهَدِّمِ

وَاخْتَرْتَ أَصَحَحَ مَا رَوَيْتَ فَجَاءَنَا # ذَاكَ الصَّحِيحُ كَمِسْكَةِ الْمُخْتَمِ

فِي كُلِّ سَطْرٍ لَهْفَةُ النُّقَّادِ مَا # رَفَعُوا الْقَلَمَ إِلَّا بِأَمْرٍ مُحَكَمٍ

شَرُفَتْ بكَ أَسْمَاءُ نَاسِ بَعْدَمَا # لَمْ تُذْكَرِ الْأَيَّامُ إِلَّا بِالبُكَمِ

مُسْلِمُ تَفَيَّأَ مِنْ ظِلال عُلُومِكَ ال # مَبْنِيَّةِ النَّفَسِ بِغَيْرِ تَوَهُّمِ

وَالفَرْبَرِيُّ رَوَى جَمِيعَ صَحِيحِكَ الْ # مَحْفُوظ كَالدُّرِّ النَّفِيسِ الأَقْوَمِ

لَا تَسْأَلُوا مَاذَا قِيلَ فِيكَ فَإِنَّمَا # قَامَتْ حُجُوجُ العَالَمِينَ بِحُكْمِ

ابْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ # وَابْنُ حِبَّانٍ زَادَ: ذَاكَ المُعْظَمُ

وَتَنَحَّى الظُّلْمُ يَوْمَ طَرَدُوكَ # فَازْدَدْتَ عِزَّا فِي قَضَاءِ الْمُبْرِمِ

وَرَجَعُوا يَسْتَغْفِرُونَ وَدَمْعُهُمْ # يَشْكُو خُطَاهُمْ وَالخَطَأَ المُتَقَدِّمِ

وَمَضَيْتَ لِلْقَبْرِ الكَرِيمِ وَوَجْهُكَ الْ # مَلْآنَ حُسْنًا فِي شُمُوخِ الْمُسْلِمِ

في خَرْتَنْكِهِ لَاحَ الغُرُوبُ وَشَمْسُهُ # مَا زَالَ فَوْقَ الكُتُب ضَوْءُ المُنْعِمِ

سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الحَيَاةَ لِقَوْمِهِ # ذِكْرَى تُخَلَّدُ فَوْقَ حَدَّ المُعْتِم

صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيَّ مُحَمَّدٍ # خَيْرِ البَرِيَّةِ فِي الزَّمَانِ الْأَقْدَمِ

فِي مَدْحِ نُورِ البُخَارِيِّ سَطَرَتْ # يَدُ ابْنِ غُنَيْمٍ أَحْمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق