أَخْبَرَنَا بِهِ النَّاظِمُ، قَالَ:
هٰذَا السَّنَا مِنْ نُورِ سِفْرٍ مُؤْتَمَنْ # نَسَجَ الزَّمَانُ حُرُوفَهُ فِي الْمُحْكَمِ
سِفْرُ البُخَارِيِّ الَّذِي لَوْ لَمْ يَكُنْ # لَتَسَاءَلَ التَّارِيخُ: أَيْنَ المُسْلِمُ؟
يَا سَائِلًا عَنْ سِيرَةٍ لَمْ تَكْتَفِ # إِلَّا بِعِطْرِ الْحَقِّ فِي الْمُتَرْجَمِ
هٰذِي الْحُرُوفُ تَطُوفُ حَوْلَ جَبِينِهِ # طَوَافَ شَوْقٍ لَا كَطِيفِ التُّهَمِ
وُلِدَ النَّقِيُّ مُطَهَّرًا فِي رَحِمِ التُّقَى # فِي بُخَارَى،= وَالضِّيَاءُ مُخَيِّمُ
مَاتَ الْوَلِيُّ وَهُوَ طِفْلٌ غَيْرَ أَنْ # أُمًّا رَعَتْهُ، بِسَهَرِهَا الْمُتَرَسِّمِ
فَدَعَتْ بِقَلْبٍ لَا يُمَارِجُهُ الرِّيَا # فَرَدَّ رَبُّ الْعَرْشِ نُورَ الْأَنْجُمِ
أَبْصَرْتَ يا بُنْيَانَ فِكْرٍ نَيِّرٍ # وَبَدَأْتَ تَحْفَظُ فِي صِغَرٍ مُلْهِمٍ
حَتَّى تَسَامَيْتَ الْعُلَا فَكَأَنَّمَا # كُنْتَ النُّجُومَ بِعَيْنِنَا لَمْ تَنْعَمِ
حَجَبْتَ نَفْسَكَ عَنْ دُنُوٍّ أَوْ هَوًى # فَعَلَتْ مَقَامَكَ نِيَّةُ الْمُتَحَرِّي
حُبْتَ الْبَلَادَ كَطَائِرٍ لَا يَنْثَنِي # جَمْعًا لِسُنَّةِ سَيِّدِ الْمُتَرَحِّمِ
حَتَّى رَوَيْتَ عَنْ نُجُومٍ لَمْ تَزَلْ # أَسْمَاؤُهُمْ فِي حَافَّةِ الْمُتَقَدِّمِ
أَحْمَدُ وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَقُتَيْبَةُ # وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ الْمُفْهِمِ
وَحَفِظْتَ أَلْفَ أَلْفِ حَدِيثٍ ضَافِيًا # بِنَقِيِّ سَنَدٍ لَا كَذِبٍ مُتَهَدِّمِ
وَاخْتَرْتَ أَصَحَحَ مَا رَوَيْتَ فَجَاءَنَا # ذَاكَ الصَّحِيحُ كَمِسْكَةِ الْمُخْتَمِ
فِي كُلِّ سَطْرٍ لَهْفَةُ النُّقَّادِ مَا # رَفَعُوا الْقَلَمَ إِلَّا بِأَمْرٍ مُحَكَمٍ
شَرُفَتْ بكَ أَسْمَاءُ نَاسِ بَعْدَمَا # لَمْ تُذْكَرِ الْأَيَّامُ إِلَّا بِالبُكَمِ
مُسْلِمُ تَفَيَّأَ مِنْ ظِلال عُلُومِكَ ال # مَبْنِيَّةِ النَّفَسِ بِغَيْرِ تَوَهُّمِ
وَالفَرْبَرِيُّ رَوَى جَمِيعَ صَحِيحِكَ الْ # مَحْفُوظ كَالدُّرِّ النَّفِيسِ الأَقْوَمِ
لَا تَسْأَلُوا مَاذَا قِيلَ فِيكَ فَإِنَّمَا # قَامَتْ حُجُوجُ العَالَمِينَ بِحُكْمِ
ابْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ # وَابْنُ حِبَّانٍ زَادَ: ذَاكَ المُعْظَمُ
وَتَنَحَّى الظُّلْمُ يَوْمَ طَرَدُوكَ # فَازْدَدْتَ عِزَّا فِي قَضَاءِ الْمُبْرِمِ
وَرَجَعُوا يَسْتَغْفِرُونَ وَدَمْعُهُمْ # يَشْكُو خُطَاهُمْ وَالخَطَأَ المُتَقَدِّمِ
وَمَضَيْتَ لِلْقَبْرِ الكَرِيمِ وَوَجْهُكَ الْ # مَلْآنَ حُسْنًا فِي شُمُوخِ الْمُسْلِمِ
في خَرْتَنْكِهِ لَاحَ الغُرُوبُ وَشَمْسُهُ # مَا زَالَ فَوْقَ الكُتُب ضَوْءُ المُنْعِمِ
سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الحَيَاةَ لِقَوْمِهِ # ذِكْرَى تُخَلَّدُ فَوْقَ حَدَّ المُعْتِم
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيَّ مُحَمَّدٍ # خَيْرِ البَرِيَّةِ فِي الزَّمَانِ الْأَقْدَمِ
فِي مَدْحِ نُورِ البُخَارِيِّ سَطَرَتْ # يَدُ ابْنِ غُنَيْمٍ أَحْمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق